شبكةُ شموخِ الإسلامِ


منتدى المجَاهِدَاتِ الشَّامِخَاتِ يُقَدِّم:




تفريغ مقال






خيبات الكافرين
في الحرب على الدولة الإسلامية [2]

- كسر حصار دولة العراق الإسلامية -






الصادر عن صحيفة النبأ العدد 235
الخميس 28 رمضان 1441 هـ


_____________________










الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، تكملة للمقال السابق في سرد بعض خيبات الكافرين في حربهم على الدولة الإسلامية؛ فبعد المحنة التي أصابت المجاهدين في العراق والتي بلغت ذروتها بمقتل الشيخين -تقبلهما الله- وما تبع ذلك من تطورات وأحداث وصولا إلى مبايعة الشيخ أبي بكر البغدادي -تقبله الله- أميراً على الدولة.

بدأت خطة الصليبيين -لمنع استعادة المجاهدين قوتهم- بالانهيار، والتي تمثلت بتكليف الصحوات والروافض بالضغط عليهم داخل العراق، وضمان تنفيذ الطواغيت في دول الجوار خطة الحصار لمنع وصول المدد من مجاهدين وسلاح وأموال إليهم، وذلك أن نشبت الصراعات بين الروافض والصحوات، وبين الروافض ومرتدي كردستان، وبين الروافض أنفسهم، على المكاسب والمناصب، فسلط الله بعضهم على بعض بدل تسلطهم جميعا على المسلمين، وصار بعضهم يتآمر على بعض بدل تآمرهم سوية على المجاهدين، وغدا همُّ كل منهم أن يفشل منافسوه، وأن يظهر العيب والضعف في قدرات مخالفيه، وأن تذهب الموارد والمكاسب من يد منازعيه ولو لم تصل إليه.
واستفاد المجاهدون -بفضل الله- من هذا النصر الإلهي لهم أيما استفادة، فغدت حرية حركتهم أكبر، وبطش ضرباتهم أشد، وإمكاناتهم المادية والبشرية أفضل، وقدراتهم على بسط هيمنتهم وإنفاذ كلمتهم أكبر.

وفي الوقت نفسه يسّر الله تعالى تخلخل جدار الحصار عليهم من قبل الشام، بأن بدأت المظاهرات فيها، وانشغل الطاغوت وجنوده بتحصين المناطق المركزية، وسحب قواته إليها، مهملا المناطق الحدودية البعيدة التي بدأ يفقد السيطرة عليها شيئا فشيئا، حيث بدأت مفارز التنسيق داخل الشام تعاود العمل بنشاط من جديد، خاصة بعد إرسال أمير المؤمنين مجموعة من جنوده لتأسيس جماعة مقاتلة في الشام، تناصر أهله وتجاهد المشركين فيه، ليتحقق للدولة الإسلامية -بفضل الله تعالى- فتح كبير، تمثل بامتداد عملها خارج حدود "سايكس – بيكو" التي حاول المشركون حصرها داخلها.

وباتت ساحة الجهاد الجديدة نافذة يتنفس منها الجهاد في العراق، دخلت منها أفواج الاستشهاديين والانغماسيين، وكسر بواسطتها حظر السلاح والمعدات المفروض عليهم منذ سنين، خاصة بعد أن أصبحت ساحة العراق شحيحة بالسلاح الذي استنفدته 10 سنين من الحرب الطاحنة مع الصليبيين والمرتدين، وتسليم الصحوات أسلحتهم، ودلالتهم على مخازن المجاهدين.




إجراءات وقائية من الصليبيين


وسرعان ما أدرك الصليبيون وأذنابهم الطواغيت خطورة دخول مجاهدي الدولة الإسلامية إلى ساحة الشام، وتمكنهم من فتحها على ساحة العراق، فسارعوا إلى وضع الخطط للعمل على إخراجهم من الشام أولا، وحصرهم مرة أخرى داخل العراق، ثم العمل على تطويقهم وقطع طرق الإمداد التي فتحت لهم عن طريق توظيف الصحوات كحرس حدود، يقومون بوظيفة منع انتقال السلاح والمال والرجال من الشام إلى العراق بذرائع شتى، بعدما استقال النظام النصيري من هذه الوظيفة احتجاجا منه على الدعم الإعلامي والمالي الذي قدمته الدول الصليبية وأتباعها المرتدون في المنطقة للثائرين عليه.
ومنذ بدايات تلك المرحلة بدأ الترويج لأفكار تمهيدية لهذا المشروع، من قبيل أن ساحة الشام تختلف عن ساحة العراق، وأنه يجب أن لا تكرر فيها أخطاء العراق، وأنه من الضروري أن يتفرغ مجاهدو العراق لساحتهم، وأنه من الخطر السماح بخروج السلاح والرجال لإمداد الجهاد في العراق لأنه سيضعف ساحة الشام، بل تعدى الأمر إلى الطعن في جهاد مجاهدي العراق واتهامهم بالتسبب في سيطرة الرافضة عليه وتبرئة الصحوات التي كانت تجاهر بالتحالف مع الصليبيين من كل جرم، وتسميتهم بالمجاهدين، وذلك كله للضغط على المجاهدين من جهة، وتهيئة الأمور لإخراجهم من الشام عنوة إن لم تفلح وسائل الضغط الأقل عنفا في ذلك.




مشروع الفتنة الداخلية


بل لن نبعد النجعة لو قلنا أن مشروع شق صف المجاهدين في الشام باستخدام بعض قليلي الدين والوفاء منهم آنذاك وعلى رأسهم المرتد الجولاني كان جزءا من ذلك المخطط الكبير، فقد أحاط بالغادر آنذاك مجموعة من دعاة السوء المرتبطين بأجهزة استخبارات الطواغيت من "الكويت" و"قطر" على وجه الخصوص، وبدأوا يدعون إلى شق الصف، ويعدون الجولاني وأتباعه بملايين الدولارات من أموال الدعم ستقدم إليهم إن هم ابتعدوا عن الدولة الإسلامية، في الوقت الذي كانت رسائل التوصية تخرج من جهة "أحرار الشام" إلى الظواهري تدعوه للضغط على الدولة الإسلامية وإخراجها من الشام بأي وسيلة، وتمنيّه بالانضواء تحت إمرته في حال تحقق ذلك، وكان قادتهم يطوفون على الجماعات المقاتلة التي يظنون أنها مقبلة على الانضمام إلى الدولة الإسلامية ويسعون جهدهم لحرف أمرائها عن ذلك، يعدونهم بالدعم الغير محدود لهم إن ابتعدوا عن الدولة الإسلامية ويخوفونهم بالحرب عليهم إن هم دخلوا صفوفها.

وجرى شق صف الدولة الإسلامية، ولكن هذا الحدث الذي توقع له كل من عمل عليه أن ينهي تماما وجودها في الشام بل سيؤثر حتى على وجودها في العراق بتهديد وحدة الصف هناك لم يحقق لهم ما كانوا يحلمون به، فقد استبدل الله تعالى الغادرين وحزبهم بآلاف من المجاهدين من عدة جماعات كان فرحها شديدا بابتعاد الجولاني وأتباعه عن الدولة الإسلامية بعد ما عاينوه من كذبهم وغدرهم وتكبّرهم وخيانتهم للمجاهدين في كل مرة استأمنوهم فيها على غنائم غزوة مشتركة أو استودعوهم فيها سلاحهم أو أموالهم، وكان ذلك هو المانع من انضمامهم إلى الدولة الإسلامية قبل ذلك، وكذلك فإن الغادرين عندما خرجوا تبعهم غالب من ضمّوه إلى الجماعة من أهل المناهج المنحرفة التي أريد أن تصبح منهجا وعقيدة للدولة الإسلامية وجنودها، لولا أن وقاها الله من هذا الأمر ويسّر خروج هذه الطائفة الضالة المضلة من جماعتها، وخرجت من هذه المحنة بحمد الله أصلب عودا وأقوى وجودا مما كانت عليه من قبل، خاصة بعد الإعلان عن وجودها في الشام أيضا، باتخاذ مسمى (الدولة الإسلامية في العراق والشام)، والذي تأخر قرابة السنتين حتى تهيئة الأمور لهذا الإعلان المبارك.





المجاهدات الشامخات/ تفريغ مقال | خيبات الكافرين في الحرب على الدولة الإسلامية [1] | صحيفة النبأ 233





_____________________




شوال 1441هـ