شبكةُ شموخِ الإسلامِ


منتدى المجَاهِدَاتِ الشَّامِخَاتِ يُقَدِّم:



تفريغ الافتتاحية





ورحل مجدّد ملّة إبراهيم







الصادرة عن صحيفة النبأ العدد 207
الخميس 10 ربيع الأول 1441 هـ


_____________________


بسم الله الرحمن الرحيم





إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، وإنا على فراقك يا أبا بكر لمحزونون، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون.
ها قد مضى أمير المؤمنين الشيخ المجاهد أبي بكر البغدادي تقبله الله إلى ربّه جل وعلا، لتكون نهاية حياته النهاية التي يتوقعها ويرجوها كل مجاهد في سبيل الله، وكان يمكن أن ينالها منذ بدأ جهاده قبل 15 عاما، ولكن شاء ربّه جل وعلا أن تتأخر عنه سنينا يكتب له فيه كثير من العمل الصالح، من قتال في سبيله، وابتلاء وفتنة في دينه، وتعلم وتعليم لأحكامه، حتى كتب له الإمامة فيه، وجعله ولي أمر المسلمين، وقبضه وهو على ذلك، نحسبه والله حسيبه.

استشهد الشيخ إبراهيم رحمه الله لتكون خاتمة حياته كمن سبقوه من أئمة الدين وأمراء الجهاد، أبي مصعب الزرقاوي وأبي عمر البغدادي وأبي حمزة المهاجر وأسامة بن لادن، تقبلهم الله تعالى، وغيرهم كثير لا يضرهم ألا يذكرهم الناس، ممن آثروا القتل في سبيل الله على الاستئسار للمشركين، فقضوا في قصف الصليبيين أو بتفجير أحزمتهم الناسفة عليهم، نسأل الله أن يجمعهم جميعاً في عليين.

مات مجدد ملة إبراهيم بعد أن أحيا الله تعالى به وبإخوانه سننا أميتت، وشعائر اندثرت، وأمات بهم كثيرا من البدع، وأحيا بهم نفوسا أتعبها طول تسلط المشركين على المسلمين، لما رأت الإسلام يعود ممكّنا في الأرض يهيمن على كل شيء ولا يهيمن عليه شيء، ويحكم به بين الناس، وتساس به الرعية، فهبوا زرافات ووحدانا، مهاجرين وأنصارا، ليلحقوا بذلك الركب المبارك، فيكون لهم مشاركة في أجر إقامة الدين، وشرف بتكثير سواد جماعة المسلمين، حتى إن منهم من كان يقول: لا أبالي إن متّ اليوم أو غدا بعدما رأيته من عزّ الإسلام وأهله في هذه الأرض، ولا يهمني إلا أن يختم لي بالشهادة وأنا منتمٍ لهذه الجماعة التي أقامته وحرسته، ومنهم من كان يقول: لم يعد لي ما أدعوا الله به من أمر الدنيا إلا أن أقتل في سبيله سبحانه.
رحل أمير المؤمنين وبقيت راية دولته من بعده نقيةً طاهرة من دنس الشرك ونجاسته، ومنهجها سنيٌ نبويٌ لم ينحرف إلى مداهنة الكفار والمرتدين في دين الله تعالى، رغم ما أصابها وجنودها من حرب وبلاء وتسلط للأعداء وخذلان من الأولياء، ونحسبه كان أمينا عليها منذ أخذها بقوة من بعد أسلافه الصالحين، نحسبهم، وتكلّف بأمانتها من إخوانه المجاهدين.

قتل الشيخ أبو بكر البغدادي بعد أن أعظم جنوده النكاية في أعداء الله تعالى، من نصارى محاربين وروافض مشركين وصحوات مرتدين، بل لم تكد تبقى ملة من ملل الكفر على وجه الأرض إلا ونالوا منها بفضل الله تعالى، وقد استجاب لتحريضه على قتالهم المسلمون في بلدان الصليبيين فصارت عمليات المجاهدين في تلك البلاد أحداثا شبه يومية -بفضل الله تعالى- مثلما هي أخبار قتل المرتدين من الروافض والصحوات وجنود الطواغيت في بلدان المسلمين.

انتهت حياة خليفة المسلمين ولم تنته دولته ولا جهاد جنودها -بفضل الله تعالى- بل هي باقية مستمرة، يئِس المشركون اليوم من إنهاء وجودها، وبات أقصى أمانيهم أن يحتووا توسعها ويحدوا من خطرها عليهم قدر ما يستطيعون، مع يقينهم أنها ستتمكن في الأرض أكثر مما كانت من قبل -بإذن الله- وتقيم شرع الله سبحانه في مواطن أخرى، وينضم إلى صفوفها مجاهدون من شعوب وقبائل أخرى، ليغيظ الله بهم المشركين ويفرح بهم المسلمين إنه على ذلك قدير.

واليوم تبدأ الدولة الإسلامية -بإذن الله تعالى- مرحلة جديدة من مراحل جهادها حتى تطهير الأرض من دنس الشرك وظلامه وإقامة دين الله تعالى فيها، ومثلما فرح المشركون بمقتل الشيخ أبي مصعب الزرقاوي تقبله الله ثم انقلب فرحهم هما وغما لما رأوه في أيام الشيخ أبي عمر البغدادي تقبله الله من تحول نكاية المجاهدين إلى تمكين لهم في الأرض، ثم فرحوا بمقتله ووزيره وظنوا أنها قاصمة الظهر للمجاهدين ثم اكتشفوا عظم مصيبتهم حين امتدت دولة العراق الإسلامية إلى الشام ثم صارت دولة خلافة تضم المسلمين في كل مكان بعد تولي الشيخ أبي بكر رحمه الله، فبإذن الله سيفجع أعداء الله تعالى في قابل الأيام بما سيفتحه الله تعالى على عباده من البلاد وقلوب العباد وما سيمكنهم فيه من الأرض وما يعينهم عليه من إقامة الدين وتحكيم شرع رب العالمين أضعاف ما كانوا عليه في وقت خلافة الشيخ أبي بكر البغدادي تقبله الله تعالى وكما قال الشيخ أبو حمزة القرشي -حفظه الله- "فلا تفرحي كثيرا ولا تغتري، فلقد جاءك من ينسيك أهوال ما رأيتي، وكؤوس المر التي ذقتي بإذن الله تعالى، حتى وكأنك ستجدين أن أحلاها ما كان على يد الشيخ البغدادي -تقبله الله-".

ونسأل الله تعالى أن يعين إمامنا الشيخ أبا إبراهيم الهاشمي حفظه الله على ما ابتلاه به من أحمال، وأن يسدّد رأيه، ويمدّہ بما يمكنه من تحقيق أمر الله تعالى، ويصلح به ما فسد، ويهدي به من ضل، ويقوّي به من ضعف وتخاذل، إنه مولى ذلك كله، والحمد لله رب العالمين.


_____________________


​​
ربيع الأول 1441هـ